يبدأ التساؤل من مُشاهدات يومية اعتادتها أعين من عايش التناقضات: ماهي طبيعة تلك الحياة؟ ما السر وراء انقضاء الأحداث بهذا الشكل؟ هل تسير الأحداث وفق خطة منضبطة؟ أم أنها لا تنفك تحدث حتى تُحِدث هي الأخرى المزيد من الأحداث؟ اعتاد نور رؤية تلك التناقضات يوماً بعد يوم، فقد أخذ ذهنه يتشرّب ويفسّر أحداث عالمه من خلال منظارين مختلفين لكل منهما معيار خاص في رؤية الأحداث. أحد المنظارين اعتاد تفسير الأحداث انطلاقاً من فرضية أن هناك خطة موضوعة بدقة وعناية لضبط الأحداث. والآخر اعتاد تفسيرها على أنها نتيجة لبعضها البعض، فعندما يتعرض المرء لحادثة سير، لا يوجد خطة لذلك، تكون العوامل هي مسببات تلك النتيجة: كأن يكون المرء شارد الذهن بسبب خلاف شخصي، وأن يكون السائق مشغول بتفقد مؤشر الوقود، وأن تكون حرارة الجو قد تسببت في بطء حركة المكابح، فكل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى حادث السير، وليست الخطة الأوليّة. لم يكن يعي نور ماهية المنظارين بعد، بل لم يكن يعي ما يعنيه أن يكون للمرء معيار في المقام الأول! لكنه بدأ يلحظ مشاهد حياتية تلفت انتباهه إلى الفرق بينهما. كان نور وأبناء جيله معتادين ع...
Where technology, philosophy, and life experiences meet together.